ورغم خصوصياتهم اللغوية والعرقية، إلا أننا نجد بعض اللغويين يصنفون لهجة الزناسنيين ضمن اللهجات الزناتية. فيرجعون في الغالب لفهم مصطلحات لهجتهم إلى المراجع اللغوية المعتمدة للهجة الأمازيغية.
بينما اضطر الاختلاف الصوتي واللفظي مختصين آخرين إلى تمييز اليزناسنيين عن الريف. لكونهم لا يشتركون معهم في أشكال نطق كثيرة.
فمثلا، لا يدمج الزناسني حرف اللام بالراء كالريفي، ولا يدغم الأخيرة.. (تامدجارت في الريف وتاملالت باليزناسنية وتعني البيضة) كما أن حرف الشين عند الأول متميز للغاية. فهو يُلفظ بين الشين والكاف، وهو أقرب إلى الشين الألماني أو الكردي. بينما ينطقه الريفي شينا تاما. (ماين ذاش نيغ ريفية، ماين داك نيغ - يزناسنية، ماذا قلت لك) وحرف العلة الأولي في الأسماء المذكرة نادر عند بني يزناسن، فيم الترقيق أو الترخيم متقدم، ويهم مثلا:
- الترخيم على مستوى الحروف السنية (الصادرة من الأسنان)، فحرف التاء يتغير إلى حد النفخ بالحنجرة فيصير هاء ( مثلا: نيهنين / نيـتـنين / وتعني: هم ).
- الترخيم على مستوى الصوت الحنكي، اللهاة: حرف الكاف يتحول إلى ياء (أكسوم / أيسوم / وتعني اللحم).
- وبالعكس فالياء تتحول إلى سين في المواضع الصوتية الانفجارية
وحسب اللغوي الفرنسي إدموند ديستاين، يتجاوب اليزناسنيون بشكل أسهل مع لهجة الزكارة، وبني بوزكو بعيون سيدي ملوك، ومع بني بو سعيد وبني سنوس، ومع أهل فكيك ومع آيت سرغوشن. لكنهم يجدون صعوبة في الفهم حين يتواجهون مع الريفيين، بسبب النطق الخاص لهؤلاء. والعكس غير صحيح، فالريفي يفهم الزناسني بسهولة. كما أن الأمر يسوء أكثر حين يتواجه الزناسنيون مع شلوح سوس، فالتفاهم آنذاك يزداد صعوبة.
من هذا المنطلق يُعتبر كلام بني يزناسن الأقرب إلى جيرانهم الجنوبيين والجنوب شرقيين، خارج نطاق المنطقة الريفية: أي بنو سنوس في الجزائر، وأيت وراين وآيت سغروشن.
تعرف اللغة اليزناسنية تداول يومي بمدينة بركان، كما انها متداولة بشكل مهم في بعض المناطق المجاورة، كأكليم وتفوغالت و رسلان وشراعة و الشويحية و زگزل و سهل تريفة و النواحي.
وقد سرت في الثمانينات إشاعات تعتبر اليزناسنية رمزا للبدوية، في مقابل لغة أهل المدينة. لكن أهم ما جعل الأمازيغية تنحسر عن التداول هو اعتبارها لغة هوية، إذ أن الساكنة الناطقة بالأمازيغية تتخذ اللغة وسيلة لمعرفة ابن البلد الأصلي. فيستحيل أن يخاطب يزناسني شخصا آخر باللغة اليزناسنية إذا لم يكن يتقنها هذا الأخير. وهذا ما ساهم في انحسارها بل وانقراضها في بعض الأماكن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق