الرئيسية » » ات عبو- أولاد عبو- سوق الأحد، رسلان

ات عبو- أولاد عبو- سوق الأحد، رسلان

ات عبو- أولاد عبو- سوق الأحد، رسلان كلها أسماء تدل على منطقة واحدة وتعد من جملة قبائل بني يزناسن، وللإشارة فهي في التقسيم القبلي تعتبر دواوير وقبائل تابعة للقبيلة الأم، أي قبيلة بني عتيق غير أنها في التقسيم الإداري انضافت إلى قبائل بني وريمش، وللعلم فقط فقد كانت قبائل آت عبو تمتد من مدخل الطريق الرئيسية عند المنحدر المعروف بأقبوز وهو قبر لفرنسي كان قد دفن هناك أيام الاستعمار ووضعوا فوق القبر تلك البناية الصغيرة حتى لا يتلف مكان القبر غير أن سكان المنطقة سموه بأقبوز ومن هناك بالطريق المعروفة – طريق الدير على الجانب الأيمن إذا انطلقنا من تافوغالت إلى غاية المدخل الذي نجد فيه علامة بها والمؤدية إلى سوق رسلان وفي اتجاه سيدي بوهرية ومن ثم في اتجاه الغرب والوادي المؤدي إلى سد مشرع حمادي ليعرج إلى حدود أولاد عمر الحد الفاصل ما بين بني عتيق وبني وريمش في الطريق المؤدية إلى قبائل تانزارت.
في القديم لم يكن لهذه الدواوير أو القبيلة أي سوق أسبوعي وكان السوق الرئيسي هو السوق المعروف سابقا بأمشان أحاضرون أي تافوغالت حاليا، وكان الاسم المتداول قديما هو آت عبو أو أولاد عبو وقد تعرضوا بدورهم إلى التسلط والقمع الشديد على يد جيوش السلطان المولى إسماعيل بعد انهزام قبائل بني يزناسن في حربها معه، لدرجة كان من نصيب آت عبو إجبار نصفهم على الترحال وسط المغرب وعدم العودة إلى القبيلة الأم، وبذلك نجد قبيلة من أصلهم تتواجد قرب بني ملال، ويبقى السؤال كيف تحول اسم آت عبو إلى اسم رسلان وما معنى كلمة رسلان؟ لنعد إلى الحكاية.
حينما كانت القبيلة تنتسب إلى جذع واحد كان مقبولا أن يرجع نسبهم إلى جدهم عبو غير أن طرد وترحيل نصفهم وترك من هاجر واستوطن وسط تلك القبائل، رفضوا نسبهم إلى تلك القبيلة وتوافق الناس مع السلطة المخزنية إلى تسمية المكان برسلان وكل قبيلة تحتفظ بنسبها أو الإشارة إلى أصلها وفصلها، ونرجع إلى السؤال الأهم ماذا تعني كلمة رسلان؟ فهناك روايتان في هذا الأمر، فأما الرواية الأولى فتقول، أن الاسم يتكون من كلمتين أمازيغيتين وهما على التوالي، إيري يعني العنق وإينسلان هي الدوم واختلطت الكلمتين في كلمة واحدة إيري إينسلان وأمام صعوبة نطقها جمعها الأقدمون في كلمة مركبة وحولوها إلى رسلان، وفي ما يخص الرواية الثانية فتقول أن هذه القبيلة كان من بين تراثها وطقوسها تنظيم عرس جماعي للعرسان والعروسات علما أن كلمة العريس باللغة الأمازيغية هو إيسلي ومع مرور الوقت وحيث أن العرس الجماعي ينظم لمجموعة من العرسان والعروسات فقط تحولت الكلمة إلى إيسلان.
كانت هذه الجماعة تقطن في ما مضى في الهضاب وقمم الجبال المحاطة بأعشاب الدوم من النوع الطويل قبل أن تنزل لاتخاذ السفوح مسكنا لها، وكانت هذه القبائل وسكان الدواوير مشهورة في تجارة الدوم وصناعته، وكان كبار القوم في هذه القبيلة من أولاد عبو وبني نوكة ” آت نويا ” التي تفرعت عنها الدواوير الآتية: دوار رسلان، دوار برديل، دوار أولاد يحيى، دوار حركات، أولاد بوخريص، علما أن دوار برديل ينحدرون بدورهم بدوار أولاد بوخريص نسبة إلى أحد شيوخهم الذي كان يستعمل الخرصة في أذن المريض بالروماتيزم حسب الطب التقليدي عند البعض وعند البعض الآخر ينسب إلى كناوة القادمة من الجنوب المغربي وهم من بقايا الجنود الإسماعيليين نسبة إلى المولى إسماعيل المعروفين في الجنوب بمومو بوخرصة، هؤلاء الذين يرجع نسبهم الأول إلى جدهم القادم من النيجر في عصر يعقوب المنصور الذهبي والذي تفرق أحفاده ما بين تافيلالت ومراكش والصويرة والمغرب الشرقي في ما بعد، في إطار حملة السلطان مولاي إسماعيل على المنطقة بجيشه المعروف بجيش البخاري والذي يضم ما بين ثناياه عبيد البخاري والمتكون من الطوارق والمعروفين في المغرب بالتواركة.
دوار حركات معناه باللغة الأمازيغية الأصلية هو إخرشانن وينحدر منه الأغلبية التي تحمل اسم خرخش أما الباقون فهم يحملون الأسماء التالية الناصري، عبد العالي، لمجون نسبة إلى إيمجونين وكذلك أولئك الذين يحملون اسم مزروعي والذين يرجع أصلهم إلى قبيلة قديمة كانت توجد ضواحي دكالة وعبدة تسمى لمزاريع.
بني نوكة – آت نوية – أولاد تميم – دوار قنين – أولاد بن عثمان أو آت بن عثمان – أولاد داوود – لكرب – أولاد علي النسابة ومنهم من يرجع أصله إلى أولاد داوود بالشاوية ورديغة المتواجدين ما بين طريق سطات قرب كيسر المتواجدين قرب لبروج، أما لكرب فقد كان أجدادهم معروفين بحمل المياه العذبة من المناطق البعيدة لبيعها خصوصا خلال موسم الحصاد وأصلهم يرجع إلى بني بوزكو فيما أن أولاد علي النسابة فإن الرواية ترجع أصلهم إلى قبائل متواجدة في الأطلس قرب آزيلال.
أما في ما يتعلق بالعرس الجماعي أو التراث المندثر، فقد كان أثرياء القوم والأعيان ومباشرة بعد انتهاء شهر رمضان المبارك وبعد نهاية عيد الفطر يقومون بتنظيم عرس جماعي، وقد كان كبار القوم يسهرون على هذه المبادرة وعيا منهم بأهمية تزويج الفقراء حتى لا يسود الفساد في القبائل غير أنه ونظرا أن شهر رمضان والأعياد الدينية لا تستقر على تاريخ واحد ومحدد بل تتجدد على مر السنين، مما ارتأى معه كبار القوم إلى تحويله خلال تفتح ورود أشجار اللوز ليعطي منظرا خلابا ومثيرا يليق بالمناسبات وكان العرسان أي إيسلان الجدد لكل موسم من مواسم قطف اللوز يقومون بمساعدة كبار القوم والأعيان في قطف وجمع الفاكهة الجافة أي اللوز لفائدة الأعيان عرفانا لهم برد الاعتبار والجميل.
للإشارة فقط والتأكيد على الجانب القبلي، فإن قبائل رسلان أو آت عبو أصبحت تسمى في التقسيم الإداري الجديد بني وريمش الجنوبية وهي في الأصل جزء من قبائل بني عتيق أي أن قبائل بني وريمش تبتدأ ما بين قبائل أولاد عمر وتانزارت، وقد سمي سوقها الأسبوعي بسوق الأحد لكونه يقام يوم الأحد من كل أسبوع ولازال المتسوقون لم يستوعبوا الاسم الجديد أي سوق رسلان. وقد تم إحياء هذا السوق في بداية السبعينات نتيجة صراع إثبات الذات، علما أن عدد السكان حاليا يتراوح ما بين 5000 و 6000 نسمة، وأن المساحة الإجمالية للجماعة القروية حوالي 364 كلم، والمداخل المالية لا بأس بها، وتعتبر بالمقارنة مع باقي الجماعات القروية في الأقاليم من الجهة الشرقية الجماعة القروية الثالثة في المداخل نتيجة المردود المادي من شركة الإسمنت التي كانت تحول للجماعة حقها من المداخيل في الأرباح، غير أن نزاعا شب ما بين جماعة رسلان وجماعة سيدي بوهرية حول هذه المداخيل وقد تم حله بعد أن قامت السلطات بتحديد الجهة الترابية لكل جماعة وقد نجح خبراء المسح الخرائطي والطوبوغرافي في تحديد مساحة كل جماعة وبذلك أصبحت تستفيد جماعة رسلان بنسبة 81 % في حين رجعت نسبة 19 % لفائدة جماعة سيدي بوهرية من المداخل المادية الإجمالية للضرائب المفروضة على المردودية المادية لشركة الإسمنت المتواجدة بالنعيمة.
هناك أربعة عشائر تعد من العشائر المعروفة في أولاد عبو وهم على التوالي، أولاد بن شعو، أولاد مومن، عائلة بن صالح وهم من العائلات البورجوازية في حين تعرف عائلة البشيري نسبة إلى القائد المنصوري الذي يرجع أصله إلى السيد البشير أو مسعود والذي شغل الناس بقوته وجبروته أثناء تحمله مسؤولية القيادة أيام الاستعمار وعرف عنه أنه منع المرأة من الخروج لوحدها منعا كليا كما منع ذبح الإبل بمدينة بركان بعد أن رأى ناقة صغيرة وهي تبكي حينما أراد الجزار ذبح الناقة الأم، ناهيكم أن هذا القائد الذي ينحدر من دوار برديل كان آخر واحد في المنطقة الشرقية الذي استقبل المهدي بن بركة شهور قليلة قبل لجوءه إلى فرنسا، ليأتي من بعده الجنرال أوفقير لزيارة القائد المنصوري ابن قرية رسلان.
شارك الموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق